نباش القبور ج1
زيّنت الشمس السماء وانارت الطريق للمارّة و ايضاً المقابر التي خطرت بعقل محروس و تذكر انه ترك القبر مفتوحاً ، لو القى احدهم بنظره لرأى ذلك الميت العاري و اكتشف ان هناك شيئاً ما يحدث و اول من سيسأل عن ذلك هو محروس لأنه يعتبر حارساً للمقابر ، او هكذا يظنون .. فهنا الوضع كما يقال ( حاميها حراميها ) .
اسرع الى ذلك القبر و اخذ يتفقد الطريق حتى لا يراه احد ، وصل الى القبر ووجده مفتوحاً كما تركه ، تقدمت خطواته على الدرج والبرودة تسري لجسده اكثر فأكثر واقدامه ترجوه ان يتراجع لكن ما سيحل به ان اكتشف احد ما يفعله يستحق أن يجازف من اجل اخفاءه.
و ما ان وصل للأسفل حتى شابَ شعره من الرعب واتسعت عيناه ، لقد كانت الجثة ملفوفة بالكفن وكأنها لم تتعرى من البداية ، كان سيظن انه يتخيل كل ما حدث من البداية لولا تلك السن التي اخرجها من جيبه وذلك القبر المفتوح ، ظن ايضاً انه ربما شخصا ما ألبس الجثة الكفن و عقده كما كان ، لم يرد ارعاب نفسه اكثر من ذلك بل اكتفى بالانسحاب من القبر واغلقه خلفه وعاد الى منزله وهو عازم على نسيان ما حدث.
حل المساء.. و بينما هو جالس مع عائلته على العشاء دُق باب غرفته ، تقدم الى الباب ليفتحه واخذ ينظر بالطريق لم يجد احد ، بينما هو عائد الي الداخل سالته زوجته :
- من الذي يدق علينا بهذا الوقت ؟
- لا اعلم ، لم اجد احداً بالخارج.
عاد الى مكانه و لحظات وتكرر الامر ولم يجد احداً ، بالمرة الثالثة اخذ يسب و يلعن الواقف علي الباب ,فتقدمت زوجته لفتحه واذ بها تجد قطة سوداء جالسة امام عتبة الباب ، سرت بجسدها رعشة منها لا تدري لماذا ربما من برودة الجو ، عادت للداخل ثم احضرت لها كسرة خبز ظناً منها انها جائعة ووضعتها امامها لكن القطة لم ترفع عينها من على محروس ، كانت تنظر له كأنها تتوعد له ، لاحظت الزوجة نظراتها فاستعاذت بالله من الشيطان ، فالتفتت لها القطة سريعاً و كشرت عن انيابها وهي تزمجر لها ثم رحلت مختفية بين المقابر.
دخلت الزوجة واغلقت الباب خلفها وهي تستغرب من تصرفات القطة لكن يبدو ان زوجها لم يلاحظ ذلك او ربما لم يهتم ، اكملت الزوجة عشاءها ولم تهتم هي الاخرى .
عند شروق الشمس باليوم التالي استعد للخروج للدفن القادم ، ترأس الحضور واخرج معهم الميت وكان القبر جاهزاً لاستقباله ، وضعوه بالأسفل ثم خرجوا .. وبينما يحاولون اغلاق القبر نظر محروس نظرة سريعة للحضور وكأن الزمن توقف كما توقفت عيناه على ذلك الرجل بينهم الذي كان منتبهاً له بابتسامة ماكرة ، لقد كان ذلك الميت الذي خلع سنه الذهبية.
انتفض محروس من مكانه واخذ ينظر له دون انتباه لمن حوله الذين استغربوا بدورهم من تصرفه وكأنه رأى شبحاً ، اقترب احدهم قائلاً :
- هل انت بخير يا رجل ؟
اخذ يلتقط انفاسه ثم نظر له قائلاً :
- انا بخير ، بخير.
عاود النظر مجدداً لذلك الميت او المفترض انه ميت لكن لم يجده . انهى ما كان يفعله واخذ أجره ثم عاد للمنزل وعقله منشغل بما حدث ، بالرغم انه حارساً للمقابر و يرد عليه الكثير لكنه لم يرى من قبل ميتاً يستيقظ ويلاحقه ، او هكذا ظن هو.
لم يذهب هذه المرة لأداء ما يفعله بكل مرة خوفاً من ان يراه مرة اخرى ، يبدو ان الضحية الآن هي المطارد ..
✭✭مرت الايام ولم يحدث شيء حتى اعتقد انها مجرد تخيلات لا اكثر.
غادرت الزوجة في يوم ما الى السوق لشراء بعض حاجيات المنزل ,اخذت تدور وتبحث عما تريد حتى انها لم تنتبه واصطدمت بسيدة عجوز متكئة على عصاها :
- اعذريني لم انتبه لكِ.
افزعتها العجوز عندما امسكت يدها واقتربت لاذنها تهمس لها قائلة :
- اخبريه يا بنت حسينة أن للميت حرمته.
ثم اخذت خطواتها تبتعد عنها وهي تردد ( للميت حرمته ، للميت حرمته ) ، تاركة خلفها الزوجة بصدمة مما سمعته فكيف لها ان تعلم اسم والدتها وهي لا احد يعرفها بالقرية ؟ وايضاً من تقصد بان تخبره ؟ أيعقل انها تتحدث عن زوجها ، لكن كيف علمت بما يفعله ؟! هناك شيء ما يحدث.
عادت الزوجة للمنزل بعدما قضت وقتها بالطريق في تساؤلات لا تعلم لها اجوبة ..
وصلت الى المنزل و اغلقت الباب خلفها ووضعت ما بيدها منتظرة عودة زوجها لتستفسر منه عما يحدث .
ماهي الا لحظات ودخل الزوج ، لم تنتظر منه ان يجلس او يستريح مما كان يفعله أياً كان بل انهالت عليه بالأسئلة وهو لا يفهم منها شيئاً ..
اخذ يهدئها قائلاً
- انتظري قليلاً ،عن اي عجوز تتحدثين؟ انا لا افهم شيء.
تنهدت ثم قصّت عليه ما حدث بالسوق ثم تابعت كلامها قائلة :
- ألن تكف عما تفعله ؟ ماذا ان اخبرت تلك العجوز اهل القرية عما رأته ؟
- قاطعها قائلاً :
- ومن قال لكِ انها رأت شيئاً؟ ..
سكت قليلاً ثم نظر لها متابعاً ولهجة التوتر بادية عليه :
- ثم كيف علمت تلك العجوز اسم والدتك ونحن لا يعلم احد عنا شيئاً ؟!
- لا ادري
اسرع الى ذلك القبر و اخذ يتفقد الطريق حتى لا يراه احد ، وصل الى القبر ووجده مفتوحاً كما تركه ، تقدمت خطواته على الدرج والبرودة تسري لجسده اكثر فأكثر واقدامه ترجوه ان يتراجع لكن ما سيحل به ان اكتشف احد ما يفعله يستحق أن يجازف من اجل اخفاءه.
و ما ان وصل للأسفل حتى شابَ شعره من الرعب واتسعت عيناه ، لقد كانت الجثة ملفوفة بالكفن وكأنها لم تتعرى من البداية ، كان سيظن انه يتخيل كل ما حدث من البداية لولا تلك السن التي اخرجها من جيبه وذلك القبر المفتوح ، ظن ايضاً انه ربما شخصا ما ألبس الجثة الكفن و عقده كما كان ، لم يرد ارعاب نفسه اكثر من ذلك بل اكتفى بالانسحاب من القبر واغلقه خلفه وعاد الى منزله وهو عازم على نسيان ما حدث.
حل المساء.. و بينما هو جالس مع عائلته على العشاء دُق باب غرفته ، تقدم الى الباب ليفتحه واخذ ينظر بالطريق لم يجد احد ، بينما هو عائد الي الداخل سالته زوجته :
- من الذي يدق علينا بهذا الوقت ؟
- لا اعلم ، لم اجد احداً بالخارج.
عاد الى مكانه و لحظات وتكرر الامر ولم يجد احداً ، بالمرة الثالثة اخذ يسب و يلعن الواقف علي الباب ,فتقدمت زوجته لفتحه واذ بها تجد قطة سوداء جالسة امام عتبة الباب ، سرت بجسدها رعشة منها لا تدري لماذا ربما من برودة الجو ، عادت للداخل ثم احضرت لها كسرة خبز ظناً منها انها جائعة ووضعتها امامها لكن القطة لم ترفع عينها من على محروس ، كانت تنظر له كأنها تتوعد له ، لاحظت الزوجة نظراتها فاستعاذت بالله من الشيطان ، فالتفتت لها القطة سريعاً و كشرت عن انيابها وهي تزمجر لها ثم رحلت مختفية بين المقابر.
دخلت الزوجة واغلقت الباب خلفها وهي تستغرب من تصرفات القطة لكن يبدو ان زوجها لم يلاحظ ذلك او ربما لم يهتم ، اكملت الزوجة عشاءها ولم تهتم هي الاخرى .
عند شروق الشمس باليوم التالي استعد للخروج للدفن القادم ، ترأس الحضور واخرج معهم الميت وكان القبر جاهزاً لاستقباله ، وضعوه بالأسفل ثم خرجوا .. وبينما يحاولون اغلاق القبر نظر محروس نظرة سريعة للحضور وكأن الزمن توقف كما توقفت عيناه على ذلك الرجل بينهم الذي كان منتبهاً له بابتسامة ماكرة ، لقد كان ذلك الميت الذي خلع سنه الذهبية.
انتفض محروس من مكانه واخذ ينظر له دون انتباه لمن حوله الذين استغربوا بدورهم من تصرفه وكأنه رأى شبحاً ، اقترب احدهم قائلاً :
- هل انت بخير يا رجل ؟
اخذ يلتقط انفاسه ثم نظر له قائلاً :
- انا بخير ، بخير.
عاود النظر مجدداً لذلك الميت او المفترض انه ميت لكن لم يجده . انهى ما كان يفعله واخذ أجره ثم عاد للمنزل وعقله منشغل بما حدث ، بالرغم انه حارساً للمقابر و يرد عليه الكثير لكنه لم يرى من قبل ميتاً يستيقظ ويلاحقه ، او هكذا ظن هو.
لم يذهب هذه المرة لأداء ما يفعله بكل مرة خوفاً من ان يراه مرة اخرى ، يبدو ان الضحية الآن هي المطارد ..
✭✭مرت الايام ولم يحدث شيء حتى اعتقد انها مجرد تخيلات لا اكثر.
غادرت الزوجة في يوم ما الى السوق لشراء بعض حاجيات المنزل ,اخذت تدور وتبحث عما تريد حتى انها لم تنتبه واصطدمت بسيدة عجوز متكئة على عصاها :
- اعذريني لم انتبه لكِ.
افزعتها العجوز عندما امسكت يدها واقتربت لاذنها تهمس لها قائلة :
- اخبريه يا بنت حسينة أن للميت حرمته.
ثم اخذت خطواتها تبتعد عنها وهي تردد ( للميت حرمته ، للميت حرمته ) ، تاركة خلفها الزوجة بصدمة مما سمعته فكيف لها ان تعلم اسم والدتها وهي لا احد يعرفها بالقرية ؟ وايضاً من تقصد بان تخبره ؟ أيعقل انها تتحدث عن زوجها ، لكن كيف علمت بما يفعله ؟! هناك شيء ما يحدث.
عادت الزوجة للمنزل بعدما قضت وقتها بالطريق في تساؤلات لا تعلم لها اجوبة ..
وصلت الى المنزل و اغلقت الباب خلفها ووضعت ما بيدها منتظرة عودة زوجها لتستفسر منه عما يحدث .
ماهي الا لحظات ودخل الزوج ، لم تنتظر منه ان يجلس او يستريح مما كان يفعله أياً كان بل انهالت عليه بالأسئلة وهو لا يفهم منها شيئاً ..
اخذ يهدئها قائلاً
- انتظري قليلاً ،عن اي عجوز تتحدثين؟ انا لا افهم شيء.
تنهدت ثم قصّت عليه ما حدث بالسوق ثم تابعت كلامها قائلة :
- ألن تكف عما تفعله ؟ ماذا ان اخبرت تلك العجوز اهل القرية عما رأته ؟
- قاطعها قائلاً :
- ومن قال لكِ انها رأت شيئاً؟ ..
سكت قليلاً ثم نظر لها متابعاً ولهجة التوتر بادية عليه :
- ثم كيف علمت تلك العجوز اسم والدتك ونحن لا يعلم احد عنا شيئاً ؟!
- لا ادري
تعليقات
إرسال تعليق