شبح المصعد ج1


بعد الغروب و الليل يكسو بظلمته الطريق ، دخل علي باب العمارة مع زميله طارق ليعاينا شقتهما الجديدة التي استأجراها بعد نقلهما من مقر الشركة لفرع الجيزة ليكملا مشروعاً هاماً بالشركة و يعود بعدها طارق لمقر الشركة و يبقى علي الذي قرر أن يتمم زواجه من زميلته في فرع الجيزة و يقيما سوياً في هذه الشقة الجديدة .


كانت علامات الانزعاج بادية على وجه طارق ، سأله علي :
- ايه يا طارق لسه زعلان ؟ عموما كلها شهرين بالكتير و ترجع ..
قاطعه طارق :
- شهرين ايه ، احنا هنخلص المشروع في شهر ، انا قلبي مقبوض من ساعة المأمورية دي و اتقبض اكتر لما دخلت العمارة دي
- مالها العمارة ؟
- يا ساتر انت مش واخد بالك كئيبة إزاي


دلف إلى المصعد و هو يشير إلى طارق للدخول و طارق محدق بقلق ثم صاح قائلاً :
- اطلع انت انا هطلع على السلالم

وصل علي للدور الرابع فوجد ممراً طويلاً ضيقاً بعض الشيء ، و لاحظ رجلاً خمسيناً نحيل الجسد أسود البشرة جالس أمام الشقة المجاورة لشقتهم ، ألقى عليه السلام في الوقت الذي ظهر فيه طارق يلهث مجهداً من صعود السلالم
نظر الرجل بتفحص للوافدين الجدد و سأل :
- هل أتيتم لعيادة الكلى ؟ و لم ينتظر و أجاب إنها في الدور الخامس و هذه عيادة تخاطب للأطفال المتأخرين في الكلام

رد علي :
- لا يا عم..
سارع الرجل قائلاً :
- فتحي
- يا عم فتحي ، أحنا اجرنا الشقة اللي جنب العيادة

فغر الرجل فمه و تلعثم في الكلام:
- شش شق قه اللي جنبنا ..
سخر منه طارق قائلاً :
- يا عم فتحي في عيادة تخاطب كويسة قوي تعلمك الكلام ..
و جذب علي ليدخلا الشقة فقد كان في حاجة للراحة


فتح علي الباب و هو يرحب بطارق الذي لم يكن قد شاهد الشقة ، فلم يكن مع علي حين أتم الاتفاق عليها ، فهو في النهاية سيستقر فيها بشكل مؤقت و علي يعتبر صاحبها الأصلي الذي سيتزوج فيها .

- الحمد لله..
كان هذا رد طارق عندما سأله علي عن الشقة
فأعاد علي السؤال :
- يعني حلوة .. ؟
- الحمد لله إني مش هقعد فيها الا فترة مؤقتة ، انا مش عاوز اقلقك لكن البيوت اعتاب يا بني و انا مقبوض من ساعة ما دخلت العمارة و الشقة قبضتني اكتر
و بعدين الرجل فتحي دا استغرب كده ليه ؟
- عموما انت من الأول رافض السفرية دي..
- طبعا يا عم انت هتقرب لخطيبتك لكن انا مجبر على الشغل هنا ، بقولك ايه انا هدخل انام

دخل طارق أحد الغرف و وضع حقيبته أرضاً و استلقى على الفراش ، في حين جال علي ببصره في أنحاء الشقة المكونة من حجرتين و صالة أجرهم بفرشهم القديم مؤقتاً لأنه سيستغنى عنه بفرش العروس لاحقاً ..

حاول علي أن يخفي قلقه من رخص الشقة و من استغراب عم فتحي و من قبضة قلب زميله طارق من الشقة ..حاول علي كثيراً طرد الأفكار الكئيبة التي استولت على رأسه و هو يقنع نفسه بأن كل شيء تمام .. صحا فزعاً من نومه على صوت طارق الذي ما لبث أن عاد للنوم كأن شيئاً لم يحدث
، و لكن علي قلق فقد شعر أن هناك أحد معه بالغرفة ، فنهض مسرعاً يتخبط في الظلام باحثاً عن مفتاح الإضاءة ، و ما أن وجده حتى انتفض جسده من الماس الكهربائي الذي أصابه و سقط أرضاً و هو يشاهد خيالاً لامرأة تدور حوله و هو بالكاد يفتح عينيه ، و فجأة أضيء النور و طارق يرفع علي متسائلاً :
-  ماذا حدث ؟؟
لم يذكر علي شيئاً عن خيال المرأة .
-
-
#يتبـــــع

تعليقات