سهيل بن عمرو من الطلقاء إلى الشهداء ح3

سهيــــــل بــن عمــــــرو
من الطلقاء الى الشهداء
الحلـــــــــــقة الثالثة

" اذهبوا ...
فأنتم الطلقاء"..!!
لم تكن هذه الكلمات من الرسول المنتصر لتدع انسانا حي المشاعر الا أحالته ذوبا من طاعة وخجل، بل وندم..

وفي نفس اللحظة استجاش هذا الموقف الممتلئ نبلا وعظمة، كل مشاعر سهيل بن عمرو فأسلم لله رب العالمين.
ولم يكن اسلامه ساعتئذ، اسلام رجل منهزم مستسلم للمقادير.
بل كان كما سيكشف عنه مستقبله فيما بعد اسلام رجل بهرته وأسرته عظمة محمد صلى الله عليه وسلم وعظمة الدين الذي يتصرف محمد عليه الصلاة والسلام وفق تعاليمه، ويحمل في ولاء هائل رايته ولواءه..!!

أطلق على الذين أسلموا يوم الفتح اسم الطلقاء.. أي الذين نقلهم عفو الرسول الكريم من الشرك الى الاسلام حين قال لهم:
" اذهبوا فأنتم الطلقاء"

بيد أن نفرا من أولئك الطلقاء جاوزوا هذا الخط باخلاصهم الوثيق، وسموا الى آفاق بعيدة من التضحية والعبادة والطهر، وضعتهم في الصفوف الأولى بين أصحاب النبي الأبرار ومن هؤلاء سهيل بن عمرو.

لقد صاغه الاسلام من جديد.
وصقل كل مواهبه الأولى، وأضاف اليها، ثم وضعها جميعا في خدمة الحق والخير والايمان..
ولقد نعتوه في كلمات فقالوا:
" السمح الجواد..
كثير الصلاة، والصوم، والصدقة، وقراءة القرآن، والبكاء من خشية الله"..!!
وتلك هي عظمة سهيل.
فعلى الرغم من أنه أسلم يوم الفتح، لا قبله، نراه يصدق في اسلامه وفي يقينه، الى مدى الذي يتفوق فيه على كل نفسه، ويتحول الى عابد، زاهد والى فدائي مجاهد في سبيل الله والاسلام.

ولما انتقل الرسول الى الرفيق الأعلى، لم يكد النبأ يبلغ مكة، وكان سهيل يومئذ مقيما بها، حتى غشي المسلمين هناك من الهرج والذهول ما غشي المسلمين بالمدينة.
واذا كان ذهول المدينة، قد بدده أبو بكر رضي الله عنه ساعتئذ بكلماته الحاسمة:
" من كان يعبد محمد، فان محمدا قد مات..
ومن كان يعبد الله، فان الله حي لا يموت"..

فسيأخذنا العجب حين نرى سهيلا رضي الله عنه هو الذي وقف بمكة، نفس موقف أبي بكر بالمدينة.

👈🏻 فما الذي فعله سهيل بمكة عندما علم بموت النبي صلى الله عليه و آله وسلم ؟ تابعونا في الحلقة القادمة ✍🏻

يتبع ... ✏

تعليقات