نباش القبور ج3

مرت الايام ولم يحدث شيء حتى ايقن محروس ان كل ما يحدث ليس سوي مجرد تخيلات لا اكثر ..حان موعد الدفن القادم و مر كل شيء على ما يرام وهذا طمئنه اكثر و جعل شكوكه تتلاشى حتى جاء الليل وتغير كل شيء.

خرج محروس من منزله قبل الفجر ممسكاً بالمصباح واخذ يتفقد الطريق كعادته حتى لا يراه احد من المارة ، وصل الى القبر ونزل ادراجه ثم بدأ يزيل عن الجثة الكفن خطوة بخطوة حتى قاطعه صوت زوجته تناديه من الخارج ، بادلها الرد ( حسنا سآتي في الحال ) أسرع واخذ الكفن ثم خرج من القبر واخذ ينظر حوله لم يجد احد.

تعجب من ذلك واخذ يحدث نفسه قائلاً :

- اين ذهبت ؟ ربما عادت الي المنزل.

لكن لحظات وسمع الصوت مجدداً و كان هادئا جداً :

- محروووس ، محروووس.

نظر خلفه الى مصدر الصوت و وجد امرأة يلفها السواد وهي من تصدر ذلك الصوت ، اصابه الرعب فلا هذا جسد زوجته ولا حتى طولها ..انها لا تشبهها بشيء سوى ذلك الصوت الذي يخرج منها.

اقتربت منه المرأة و هي تناديه لكنها كانت تعرج ، نظر الى ارجلها وطريقة مشيها الغريبة وهنا كانت صدمة له وشاب شعره من الرعب ..لقد كانت لها ارجل ماعز !!

تجمد مكانه من الرعب ولم يستطع الهرب لقد خانته قدماه ، ظل مكانه وهو يراقبها تقترب منه و تناديه لكن صوتها تبدل شيئاً فشيئاً الى صوت خشن و كأنه يتبعه صوت آخر ، كأنه صدى صوت كان يردد قائلاً :

- محرووس ، اعطني أمانتي يا محروس.

لم يدرِ بنفسه الا وهو يركض بين المقابر والصوت يلاحقه .

دخل بيته مسرعاً و اغلق الباب ولم يدرِ كيف استطاع الهرب منه ، لقد كان وجهه شاحباً وانفاسه تهرب منه كما هرب هو من ذلك الشيء ، رأته زوجته واسرعت اليه تسأله ما به ,لكنه وكأن القط اكل لسانه من شدة الرعب.

ذهب الى النوم وجسده يرتعش من الرعب لكن كيف له ان ينام بعد ما شاهده ، لقد كان يراها بكل ركن بمنزله ، ذهبت اليه زوجته تسأله مرة اخرى ربما يقص لها ما يحدث معه و بالفعل .. فعل ذلك حتى ان جزء من الرعب الذي بداخله تسرب الى زوجته واخذت تنظر حولها وهي تستعيذ وتقرأ المعوذات.

نظرت اليه سريعاً قائلة :

- يجب ان تقص كل ما يحدث على شيخ حتى يساعدك.

صرخ فيها قائلاً :

- أجننتِ يا امرأة ، ماذا اقص عليه ؟ أتريدني ان اخبره اني اسرق الاكفان من المقابر والآن الجن صار يطاردني.

سكتت قليلا ثم تابعت قائلة :

- ومن قال لك انك ستخبره عن السرقة ؟ اخبره فقط عن جزء الجن .

وبالفعل احضر شيخاً يعرفه وقص له فقط عن مطاردة الجن له لكن لم يذكر السبب لذلك ، تعجب الشيخ من ذلك ثم تابع قائلاً :

- هل اذيت احداً منهم ، او سكبت ماءاً ساخنا بالحمام او امام غرفتك ؟ فهي ايضاً تابعة للمقابر .

- لا يا شيخ لم افعل شيئاً لهم.

تنهد الشيخ قليلاً ثم تابع قائلاً :

- اسمع يا محروس ، الجن لا يطارد احداً الا اذا اذاه او اخذ شيئاً ما يخصه.

هنا بدأ محروس يشعر بالتوتر الذي لاحظته زوجته على خلاف الشيخ.

تابع الشيخ قائلاً :

- لكني سأفعل ما بوسعي واحصنك انت والمنزل حتى لا يقتربوا منك.

اخذ الشيخ يقرأ القرآن و يرش المياه بأركان البيت ثم ودع محروس وغادر ..

مرت الايام ولم يحدث شيء, اطمئن محروس و اخيراً استطاع النوم و يا ليته لم يفعل.

ما ان استغرق بالنوم حتي رأى انه وسط المقابر ، كان الجو ليلاً و الهدوء يعم المكان ..قطع ذلك الهدوء خطوات لركض احد ، اخذ ينظر حوله عن مصدر الصوت فوجده ابنه الاكبر وحيد البالغ من العمر 14 عاماً ، اخذ محروس يناديه ويركض تجاهه لكنه كان يختفي ويظهر بمكان آخر حتى اختفي تماماً.

ظل يناديه ويبحث عنه حتى سمع ندائه :

- ابي ، انا هنا تعالي الي.

تتبع محروس الصوت حتى وقف امام قبر ’لقد كان الصوت يصدر من داخل القبر المغلق ، لقد كان شيئاً مرعبا بحق.

أزاح محروس باب القبر و نزل ادراجه والصوت يقترب اكثر فاكثر حتى وجد احداً عليه كفن كأنه ميت لكنه كان يتحرك ، اخذ محروس يفك العقدة بسرعة وهو يردد :

- لا تخف يا بني ، سأخرجك حالاً من هنا.

وعندما انتهى كانت المفاجأة لقد كان الكفن فارغاً كيف ذلك وقد رآه بعينه يتحرك ؟؟ اخذ ينفض الكفن وينظر هنا وهناك ، لا يوجد احد سواه بالقبر.

نظر الى مدخل القبر فوجد صاحب السن وهو يقول :

- راح و ارتااااح ، راااح وارتاح ( اخذ يرددها وضحكاته تدوي بالمقابر) .

اسرع محروس للخروج من القبر لكنه اغلق عليه الباب فأخذ يصرخ بداخله حتى استيقظ على صراخ زوجته وهي تناديه

اسرع اليها و جدها تبكي بالخارج وهي تضم ابنها وحيد الذي اختفت انفاسه معلنة رحيله بعدما تأكد من ذلك محروس وهو لا يصدق ما يراه حتى انه لم يخطر بعقله الحلم بل كل ما كان يشغل عقله هو ابنه الملقى على الارض صريعاً.


 يتبــع ..

تعليقات